Description
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:
هو الإمام أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، المقرئ النحوي البصري، ولد بالبصرة سنة 117هـ.
ثانياً: مكانته وعلمه:
إمام مقرئ، نحوي فاضل، أحد القُرَّاء العشرة المعتبرين، إمام أهل البصرة في عصره في القراءات، من بيت علم بالقراءات والعربية وكلام العرب والفقه، له في القراءات رواية مشهورة منقولة عنه، وقد اقتدى به في اختياره عامَّة البصريين بعد أبي عمرو بن العلاء، وكان طاهر بن عبد المنعم بن غلبون إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب.
قال علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في الكلام، وكان أبو حاتم من بعض تلامذته.
وإلى جانب علمه وفضله، كان تقيَّاً نقيَّاً، ورعاً زاهداً، بلغ من زهده أن سُرِق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة فلم يشعر، ورُدَّ إليه فلم يشعر، لشغله بعبادة ربه.
ثالثاً: شيوخه في القراءة:
أخذ يعقوب القراءة عرضاً عن: سَلَّام بن سليمان الطويل أبي المنذر، وعن مهدي بن ميمون، وأبي الأشهب العطاردي، ومسلمة بن محارب، ويونس بن عبيد، ومحمد بن زريق الكوفي عن عاصم، وغيرهم.
أمَّا إسناد يعقوب في القراءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنه قرأ على سلَّام بن سليمان المذكور، وقرأ سلَّام على عاصم بن أبي النجود، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السُّلَمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقرأ عليٌّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: رواة القراءة عنه:
تصدَّر يعقوب للإقراء، فقرأ عليه خلق كثير، منهم: الوليد بن حسان التَّوَّزي، وأحمد بن عبد الخالق المكْفُوف، وكعب بن إبراهيم، وحميد بن وزير، وأبو عمر الدُّوريُّ، وغيرهم.
من أشهر تلاميذ الإمام يعقوب بن إسحاق:
رَوْح بن عبد المؤمن البصري، ومحمد بن المتوكل البصري المعروف برُوَيس.
خامساً: تحولات الانتشار والاندثار:
الخريطة الحالية لانتشار القراءات في العالم الإسلامي مرت بتحولات كبيرة منذ تبلور هذا العلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، فقبل الإمام أحمد بن مجاهد الذي ألف كتابه الشهير “السبعة” عام 300 هجرية، كان أهل البصرة على قراءتي أبي عمرو البصري، ويعقوب الحضرمي.
في القرن الخامس الهجري كانت قراءة يعقوب هي الغالبة على أهل البصرة كما يستفاد ذلك من قول الحافظ أبي عمرو الداني: ائتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو البصري.
إلّا أن قراءة أبا عمرو البصري قد رجعت للبصرة وسادت في معظم العالم الإسلامي بعد نهاية القرن الخامس الهجري.
أماكن انتشار القراءة اليوم:
لا يُقرأ بهذه القراءة عامة الناس، بل يتم تداولها بين أهل العلم والقراء.
سادساً: وفاته:
توفي يعقوب في شهر ذي الحجة سَنَةَ 205هـ، وعاش هو وأبوه إسحاق وجده زيد، كل واحد منهم 88 سنة، رحمهم الله جميعاً.