الإمام ابن كثير المكي

الإمام ابن كثير المكي

ETH 90.00

عبد الله بن كثير الدَّاري، المكيّ مولداً، كنيته أبو مَعبد، وقيل له الدَّاري: لأنَّه كان عطَّاراً، والعطار تسميه العرب داريًا، وأصله فارسي، ولد بمكة سنة (45 هـ).

Description

أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:

عبد الله بن كثير الدَّاري، المكيّ مولداً، كنيته أبو مَعبد، وقيل له الدَّاري: لأنَّه كان عطَّاراً، والعطار تسميه العرب داريًا، وأصله فارسي، ولد بمكة سنة (45 هـ).

وهذا ما أشار إليه الشاطبيُّ في منظومته، فقال:

وَمَكَّةُ عَبْدُاللهِ فِيهَا مُقَامُهُ            هُوَ اُبْنُ كَثِيرٍ كاثِرُ الْقَوْمِ مُعْتَلَى

ثانياً: صفاته:

كان فصيحاً بليغاً مفوَّهًا، أبيض اللحية، طويلاً جسيمًا، أسمر، أشهل العينين، يخضب بالحنَّاء أو الصُّفْرَة، عليه سكينة ووقار.

ثالثاً: مكانته وعلمه:

أحد القُرَّاء السبعة، وإمام أهل مكَّة في القراءة والضبط، تصدَّر للقراءة والإقراء فيها بعد وفاة مجاهد بن جبر سنة ثلاث ومئة، وكان قاضيَ الجماعة في مكة، واعظاً ورعاً، كبير الشأن، وهو تابعي من الطبقة الثانية.

قال سفيان بن عيينة: لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد بن قيس وعبد الله بن كثير، 

وقال ابن مجاهد: لم أرَ أهل مكة يعدلون بقراءة ابن كثير قراءة أحد ممن كان في عصره.

وقد كان ابن كثير إذا أراد إقراء القرآن وعظ أصحابه، ثم أقرأهم لتكون قراءتهم القرآن على ما أثر فيها الوعظ من الرقة.وكانوا يقولون: قراءة ابن كثير خَزُّ (نوع من أنواع الثياب الحريرية) القراءة، وإنما وصفوها بذلك للينها وحسنها وسهولتها.

رابعاً: شيوخه في القراءة:

لقي عبد الله بن كثير عدداً من الصحابة، منهم: عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، وعبد الله بن السائب، رضي الله عنهم.

وقرأ على الصحابيِّ عبد الله بن السائب المخزومي رضي الله عنه، وعلى التابعي مجاهد بن جبر عن ابن عباس، وعلى درباس مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

خامساً: رواة القراءة عنه:

قرأ على ابن كثير المكيِّ خلق كثير، منهم: أبو عمرو بن العلاء البصري، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وإسماعيل بن مسلم، وجرير بن حازم، والحارث بن قدامة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وطلحة بن عمرو، وعبد الله بن زيد بن يزيد، وسفيان بن عيينة، وآخرون.

قال الأصمعيُّ: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم، ختمتُ على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد.

وأشهر من روى قراءته: 

الأول: البزي، وهو أحمد بن محمد بن أبي بزة بشار الفارسي، والثاني: قُنْبل، وهو محمد بن عبد الرحمن بن جرجة المكي المخزومي. وكلاهما بواسطة عنه (أي لم يأخذ عنه مباشرة، بل أخذ عن تلميذه أو تلميذ تلميذه).

وقد أشار إلى ذلك الإمام الشاطبيُّ في منظومته، فقال:

رَوى أَحْمَدُ الْبَزِّي لَهُ وَمُحَمَّدٌ            عَلَى سَنَدٍ وَهْوَ المُلَقَّبُ قُنْبُلاَ

سادساً: تحولات الانتشار والاندثار:

الخريطة الحالية لانتشار القراءات في العالم الإسلامي مرت بتحولات كبيرة منذ تبلور هذا العلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، فقبل الإمام أحمد بن مجاهد الذي ألف كتابه الشهير “السبعة” عام 300 هجرية، كان أهل مكة يقرأون بقراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي، (ت 120 هـ).

أماكن انتشار القراءة اليوم:

لا يُقرأ بهذه القراءة عامة الناس، بل يتم تداولها بين أهل العلم والقراء

سابعاً: وفاته:

عاش الإمام ابن كثير 75 سنة، وتوفي في مكة سنة 120هـ. قال سفيان بن عيينة: حَضَرتُ جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.