Description
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:
هو أبو عمران عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليَحْصُبِيُّ الدِّمشقيُّ، إمام أهل الشام في القراءة، ولد سنة ثمان من الهجرة بضيعة يقال لها رحاب (من قرى الأردن)، وقبض رسول الله ﷺ وله سنتان، ورحل إلى دمشق بعد فتحها وله تسع سنين.
وقد أشار الإمام الشاطبي في مقدمة الشاطبية إلى أن عبد الله بن عامر قد سكن الشام وقد طابت به فقال:
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ دَارُ ابْنُ عَامِرٍ فَتْلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ
ثانياً: مكانته وعلمه:
عبد الله بن عامر هو أحد القرّاء السبعة، كما أنّه إمام أهل الشام في القراءة، وإليه وصلت مشيخة الإقراء، وولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني، كان رئيس المسجد الأموي، وممّن أشرف على بنائه، كما تولّى القضاء في دمشق، عُرف عنه الإمامة والعلم، كان حافظاً ومتقناً، فاضلاً وصادقاً في النقل، صاحب فصاحةٍ في اللسان، فكان من خيار التابعين وأجلّهم.
ثالثاً: شيوخه في القراءة:
قرأ ابن عامر على أبي الدرداء رضي الله عنه، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفضالة بن عبيد رضي الله عنه، وأصحُّ أسانيده: قراءته على المغيرة عن عثمان، وقرأ عثمان وأبو الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: رواة القراءة عنه:
قرأ على ابن عامر خلق كثير، وقد عدَّ بعضهم ستة وأربعين إماماً في القراءة ممن قرؤوا عليه، ومنهم: يحيى بن الحارث الذِّمَاري، وهو الذي خَلَفَه في القيام بها، وقرأ عليه أخوه عبد الرحمن بن عامر، وربيعة بن يزيد، وجعفر بن ربيعة، وسعيد بن عبد العزيز، وخلَّاد بن يزيد بن صبيح المريّ، وآخرون.وأشهر من روى عنه: هشام بن عمار السلمي الدمشقي، وابن ذكوان عبد الله بن أحمد القرشي الدمشقي.
خامساً: تحولات الانتشار والاندثار:
الخريطة الحالية لانتشار القراءات في العالم الإسلامي مرت بتحولات كبيرة منذ تبلور هذا العلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، فقبل الإمام أحمد بن مجاهد الذي ألف كتابه الشهير “السبعة” عام 300 هجرية، كان أهل الشام على قراءة الإمام عبد الله بن عامر الشامي (ت 118 هـ)،
استمر أهل الشام يقرأون بقراءة ابن عامر إلى نهاية القرن الخامس حتى قدم عليهم أحد أئمة القراء وهو ابن طاووس فأخذ يعلم رواية الدوري عن أبي عمرو ويقرئ بها أهل الشام فأخذت في الانتشار التدريجي بالشام حتى حلت محل قراءة ابن عامر.
قال الإمام ابن الجزري: ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمئة.
وكانت أول قراءة انتشرت في إفريقيا، على يد الدعاة الذين أرسلهم الخليفة عمر بن عبد العزيز.
وكذلك أول قراءة عرفتها الأندلس هي قراءة ابن عامر الشامي، بسبب أن الجند الشامي الذي فتحها كان يقرأ بها.
واستمر المغاربة والأندلسيون يقرءون القرآن الكريم برواية هشام عن ابن عامر ما يزيد على القرن.
أماكن انتشار القراءة اليوم:
لا يُقرأ بهذه القراءة عامة الناس، بل يتم تداولها بين أهل العلم والقراء.
سادساً: وفاته:
عاش الإمام عبد الله بن عامر الدمشقي مائة وعشر سنوات وتوفي بدمشق سنة (118 هـ) في أيام هشام بن عبد الملك، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.