Description
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:
هو الإمام أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي الكسائي الكوفي النحوي مولاهم، وهو من أولاد الفرس من سواد العراق، ولد في الكوفة نحو (120هـ).
قيل له: لِمَ سميت الكسائي؟ فقال: لأني أحرمت في كساء،
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي في منظومته:
وأمَّا عليٌّ فالكسائيُّ نعتُه لـِمَا كان في الإِحرام فيه تَسَرْبَلا
ثانياً: مكانته وعلمه:
أحد القُرَّاء السبعة، وإمام من أئمة اللغة والنَّحو والقراءة في بغداد، انتهت إليه الإمامة في القراءة والعربية في عصره بعد حمزة الزيات، وقد اختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءةً متوسطة، غير خارجة عن آثار من تقدَّم من الأئمة.
قال عنه ابن الأنباريّ: كان أعلمَ النَّاس بالنَّحو والعربية والقِرَاءات، وكانوا يكثرون عليه في القِرَاءات، فجمعهم وجلس على كرسيٍّ وتلى القرآن من أوله إلى آخره، وهم يستمعون ويضبطون عنه، حتى الوقف والابتداء.
وأثنى عليه الشافعي في النَّحو فقال: من أراد أن يتبحَّر في النَّحو فهو عِيَال على الكسائي، وقد تعلَّم النَّحو على كبر سِنِّهِ.
قال الذهبيُّ: وكان في الكسائي تيه وحِشْمَة لما نال من الرِّياسة، بإقراء محمد الأمين ولد الرشيد وتأديبه، وتأديبه أيضًا للرشيد، فنال ما لم ينله أحد من الجاه والمال والإكرام، وحصل له رياسة العلم والدُّنيا.
وكان من شأنه أن يتنقل في البلاد، فلم يُقِم بالكوفة، بل خرج إلى البوادي، فغاب مُدَّة طويلة، وكتب الكثير من اللغات والغريب عن الأعراب بنجد وتِهَامة، واستوطن بعد ذلك بغداد وعلَّم الرشيد، ثم علَّم ولده الأمين، وكانت له وجاهة تميُّزه عندهم.
ثالثاً: شيوخه في القراءة:
قرأ الكسائيُّ على: الأعمش سليمان بن مهران، وعاصم بن أبي النجود، وحمزة بن حبيب الزيَّات، رُوي أنه قرأ القرآن على حمزة الزيات أربع مرات، وقرأ على أبي بكر بن عيَّاش، وعن عبدالرحمن بن أبي حماد.
رابعاً: رواة القراءة عنه:
لقد كان لتلاميذ الكسائي أثر بالغ في نشر قراءته، فقد حظي بطلبة تولوا نشر علمه فذاع وانتشر وكتب له البقاء حتى يومنا هذا.
فكان ممن قرأ على الكسائي:
راوياه الليث أبو الحارث، وحفص الدوري وهما أشهر تلاميذه.
كما روى عنه كثير من أشهرهم :
نصير بن يوسف الرازي، وقتيبة بن مهران، وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم.
خامساً: تحولات الانتشار والاندثار:
قال مكي بن أبي طالب: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثلاثمائة أصبح الناس على قراءة أبي عمرو والكسائي.
كما أنه أقرأ الناس في الكوفة زمانا حتى غدا إمام القراءة فيها بعد الإمام حمزة، ولما طلبه الخليفة في بغداد أقرأ فيها القرآن، وفي الرقة وغيرها.
أماكن انتشار القراءة اليوم:
لا يُقرأ بهذه القراءة عامة الناس، بل يتم تداولها بين أهل العلم والقراء.
سادساً: وفاته:
عاش الكسائي 70 سنة، وتُوفِّي بالري – جنوب شرقي طهران – سنة 189هـ.