Description
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:
زبَّان بن العلاء بن عمَّار بن العُريان التميميُّ، ثم المازِنيُّ، كنيته أبو عمرو البصري، أمه من بني حَنِيْفَة، ومولده سنة (68هـ) بمكة، وقد نشأ بالبصرة، ومات بالكوفة أيام المنصور.
ثانياً: صفاته:
اشتُهر بالفصاحة، والصدق، والثقة، وسعة العلم، والزهد، والعبادة، وكان من أشراف العرب، مدحه الفرزدقُ وغيرُه، وورد أنَّه كان يختم القرآن في كلِّ ثلاث.
ثالثاً: مكانته وعلمه:
أحد القُرَّاء السبعة، وشيخُ القراءة والعربية، برز في النَّحو، كان من أعلم النَّاس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب، وكانت دفاتره ملءَ بيت إلى السقف، ثم تنسَّكَ فأحرقها، وقد انتهت إليه الإمامة في القراءة بالبصرة، وانتصب للإقراء أيامَ الحسن البصري، وهو من التابعين.
قال الأخفش: مَرَّ الحسن البصري بأبي عمرو بن العلاء وحلقته متوافرة، والنَّاس عكوف، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، كادتِ العلماء تكون أرباباً.
وقال الأصمعيُّ: سمعت أبا عمرو يقول: ما رأيتُ أحداً قبلي أعلم مني، وقال الأصمعي: أنا لم أرَ بعد أبي عمرو أعلم منه.
وقال يحيى اليزيديُّ: كان أبو عمرو قد عرف القراءات، فقرأ من كلِّ قراءة بأحسنها، وبما يختار العرب، وبما بلغه من لغة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عزَّ وجلَّ.
وكان اختياره في قراءته التخفيف والتسهيل ما وجد إليه سبيلاً، وقد أطبق الناس على قراءته، وكانوا يشبهونها بقراءة ابن مسعود، وكان بعضهم يوصي بعضاً بقراءته.
رابعاً: شيوخه في القراءة:
أخذ أبو عمرو بن العلاء القراءة عن أهل الحجاز، وأهل البصرة، وأهل الكوفة، وليس في القُرَّاء السبعة أكثر شيوخاً منه.
فقرأ القرآن بمكة على: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن كثير.
وقرأ في المدينة على: أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان.
وقرأ بالبصرة على: نصر بن عاصم، والحسن البصري، وغيرهم.
وقرأ بالكوفة على: عاصم بن أبي النَّجود.
خامساً: رواة القراءة عنه:
قرأ عليه خلق كثير، منهم: عبد الله بن المبارك، عبد الملك بن قريب الأصمعي، ويحيى بن المبارك اليزيدي، والعباس بن الفضل، وشُجاع البَلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسيبويه، وآخرون.
وأشهر من روى قراءته: أبو عمر حفص الدوري وأبو شعيب صالح السوسي.
سادساً: تحولات الانتشار والاندثار:
الخريطة الحالية لانتشار القراءات في العالم الإسلامي مرت بتحولات كبيرة منذ تبلور هذا العلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، فقبل الإمام أحمد بن مجاهد الذي ألف كتابه الشهير “السبعة” عام 300 هجرية، كان أهل البصرة على قراءتي أبي عمرو البصري ، ويعقوب الحضرمي.
مع بداية القرن الخامس أصبحت قراءة يعقوب الحضرمي هي الغالبة في البصرة، وانتشرت رواية الدوري عن ابي عمرو البصري في بلاد الشام.
وبعد القرن الخامس، غلبت رواية الدوري عن أبي عمرو البصري على أهل العراق والحجاز واليمن والشام ومصر والسودان وشرق إفريقيا إلى القرن العاشر الهجري..
أماكن انتشار القراءة اليوم:
رواية الدُّوري عن أبي عَمْرو هي الرواية المنتشرة اليوم في الصومال، والسودان، وبحضرموت في اليمن.
سابعاً: من مآثره وأقواله:
“كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته”.
“ليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك”.
ثامناً: وفاته:
عاش الإمام أبو عمرو البصري نحو 85 سنة، وتُوفِّي بمكة سنة (154هـ/ 771 م). رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته.